من الصعب أن يمر خبر مثل اعلان سامسونج عملاق الالكترونيات عن اتجاة عام للشركة لانتاج هواتف بنظام تشغيل جديد ، هو Tizen ، أقول من المستحيل ان يمر هذا الخبر مرور الكرام .
وحتى يمكننا تحليل الخبر بوضوح ، يجب أن نقوم بتشريح عاملين أساسيين :
أولا : الاندرويد
حققت سامسونج خلال 2012 نجاح منقطع النظير عبر هواتف وتابلت بنظام الاندرويد ، الى درجة وضعتها كواحدة من أكثر الشركات العالمية بيعا للهواتف المحمولة ، متفوقه على ابل ونوكيا وكل الاسماء العملاقة الاخري ، مما يجعل قرار الاتجاه الى نظام تشغيل أخر مخاطرة غير محسوبة ، ربما تكون مرتبطة بعوامل أخرى ستكون محور النقاش في النقطة الثانية .
هذا النجاح الباهر الذي ربط اسم سامسونج مع الاندرويد ، رغم انه منح الشركة الكورية نصف النجاح ، كون النظام مملوك لجوجل ، مع الاقرار بكونه مفتوح المصدر ، الا انه يمثل نقطة ضعف لكيان سامسونج بكل تأكيد ، فالسوق الذي تتفوق انت فيه ولكنك لا تملك فعليا سوى نصف أوراقه ، هو سوق لا يمكن أن يمنحك الفرصة لتخطيط واستمرار بعيد المدى .
ثانيا : تحالف جوجل – موتورولا
ظلت صفقة استحواذ جوجل على موتورولا أشبه بصفقة (الخلية النائمة) طوال عام ونصف تقريبا ، قبل أن تكشف جوجل عن عزمها التعاون مع حليفتها الجديدة لاطلاق هاتف ذكي و جهازتابلت ، لتختلف قواعد اللعبة في سوق الاندرويد على الفور .
فلا يمكن لعاقل أن يقنعني أن جوجل لن تميز حليفتها عندما تقرر أن تنتج معها هواتف ذكية بالاندرويد ، ولو حتى بصورة غير معلنه ، وهو الامر الذي يجعل المنافسة في سوق الاندرويد المفتوح ، عرضه للخلل وعدم الاتزان ، ولو بعد حين ، وهو الامر الذي أحسنت سامسونج قراءته مبكرا ، واعتقد كان له أبلغ الاثر في قرار الشركة البدء في التعامل مع نظام تشغيل جديد .
على كل الاحوال ، هذا هو تحليلي المبدئي للامور ، تفاصيل النظام الجديد وألية تنفيذه ، ومدى استعداد جوجل للتخلي عن شركاء أقوياء في سوق الاندرويد لوقف تغول أبل ، ستحدد سياسات سوق أنظمة التشغيل للهواتف الذكية في الفترة القادمة .
